عام

خواطر جندي على الجبهة – الشاعر الشيخ ولد بلعمش

خواطر جندي على الجبهة
أبــــيت على الثغر القصي مجــنــدا *** بلا قمر ليـــــلي ولا نور في الـمـدى
إذا ما عوى ذئـب بعيدا حسبــتـــه *** أحــس بآهــاتـي فـنــاح تـــــــــوددا
إذا حـــيرت أهلي المحبين غربــتي *** يقولون في خــوف يعود لــنا غــــدا
(وما جــزعي من أن أموت) وإنني *** لأطــهرهم قلبا وأنظفهم يـــدا
أطارد أشباح الظلام بـمفـردي *** أجــيء إلى الدنيا وأذهب مفـردا
وها قلمي لا يسكب الحبر عاتبا *** وها منعوا الضوء احترازا من العدى
تذكرني ريح القفار بريحـــنا *** وأضـــرب فــيها للقوافل موعدا
وأسأل هل مرت خطاك أبي هنا ؟ *** وهل بت فــيـها سـاهرا مترصدا؟
وإن جدودي يعرف الفتك دارهم *** وما توا جــميعا غـيلة أو تــمردا
سأذكر أمي واللـــيالي خؤونة *** غــداة افـتـرقـنا واختنقنا تنهدا
دسست لها في الكف ما كان في يدي *** وودعتـــــها قلبا يمزق بالمُدى
ترى هل لديها بعض أخبارنا هنا؟ *** وهل علمت أني نجوت من الـردى؟
سأحرس هذي الليلة الجند صارما *** وقــوف نخـيل زانه الطول والندى
رفاقي أباة الضيم نزْر كـلامهـم *** سيكفي كلام الساسة المنتهي سـدى
وإني بهذا الليل تشتد غـضبتي *** عـلى كل لص أو لئيم تـبـلـــدا
برغم الـثـقافات الخواء مطية *** أرى قـدري جـبرا قتال من اعتدى
فديت بنفسي أهل دار عشقتها *** عـلـى سـرر بـا تـوا وبـت مسهدا !
بخير صباحُ المتخمين سـياسة *** ولا يــفهمون الجود بالروح سرمـدا
تصديت وحدي للخوارج موقـنا *** بـأنـي الـفـتى المنسي مهما تـكـبدا
وما عابني فقري وما ضرني الضنى *** إذا كـنـت بالـنفـس الأبـيـة سـيدا
فـيا وطـني خذني بحضنك دافئا *** ولا تـنـس أطـفـالي فـإنـي لك الفدا
إذا عـشـت فالعمر الجميل هدية *** إلـيـك ومـوتـي فـيـك عـمر تجددا

الشاعر : الشيخ ولد بلعمش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى