«زيف الادعاءات، وفوز الانتخابات» بقلم: الإعلامي علاء الدين مولاي اعل
«زيف الادعاءات، وفوز الانتخابات»
بقلم: الإعلامي علاء الدين مولاي اعل
لم تجبن خيل القائلين بتزوير الانتخابات عبر ادعائهم حدوث حالات تصويت بالإنابة في بعض المكاتب، لكنها تذكرت أن تلك الادعاءات لا أدلة عليها موثقة بحوزة ممثليهم في المكاتب المذكورة، والأَمَرُّ من ذلك، تذكرُها أن مجموع تلك المكاتب لا يُخولها تقديم طعن لدى المجلس الدستوري، لأنها أقل من أن تزحزح كفة نتائج الانتخابات باتجاه تنظيم شوط ثان.
زوال أمس الإربعاء، انتهت المهلة القانونية لاستقبال الطعون في نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في التاسع والعشرين من يونيو الماضي، والمحددة بثمانٍ وأربعين ساعةً من إعلان اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات للنتائج التمهيدية للاقتراع، دون أن يقدم أي مترشح طعنا واحدا، فعلى أي أساس تأتي الادعاءات بالتزوير؟
قبل انتهاء المدة، صرح بعض المترشحين في خرجات إعلامية لهم، بأن النتائج التي تم تجميعها على مستوى إدارة العمليات الانتخابية لحملتهم، جاءت مطابقة للنتائج الصادرة عن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، مع ما وصفوها بفروق طفيفة لا ترقى إلى رفضها، وهو ما يمثل اعترافا صريحا بسلامة العملية الانتخابية برمتها من التزوير، وهذا بحد ذاته إنجاز من إنجازات هذا النظام، فقد تعودنا قبله على مر السنين، أشكالا وألوانا من التزوير والطعونات وعدم الاعتراف بالنتائج، فاقت كل التصورات.
وبالعودة إلى ما قبل الصمت الانتخابي، أي فترةِ الحملة الانتخابية، لم تُسجل أي ملاحظات خارجة عن القانون بشأن الدعاية الانتخابية، كما في الأنظمة السابقة، فلم يتم الحديث مثلا عن خوض العسكر للحملة الانتخابية ولا مساندته لأي مرشح، كما لم يتم الحديث عن أي محاولة لفرض المؤسسات على عمالها التصويت لأي مرشح، ولم تلتقط المسامع كذلك عمليات بيع وشراء الأصوات، بل حثنا الرئيس المنتخب السيد محمد ولد الشيخ الغزواني طيلة فترة الحملة الرئاسية، على احترام كافة المرشحين الآخرين، وعلى الاعتراف بالنتائج الانتخابية في حال فوز أي أحد منهم، وهو لعمري خطاب جديد في المشهد السياسي، يُؤسس الديمقراطية، و يُغذي روحَ التنافس، ويُسلم الحكم للشعب وحده عن طريق صناديق الاقتراع.
الوجه الحقيقي لكل ما سبق، هو أن البلاد تسير بخطى ثابتة نحو المكانة المطموح لها، فتحقيقُ التهدئة السياسية عن طريق الحوار وإشراك الفرقاء في صنع القرار، وتجذيرُ اللحمة الوطنية من خلال تأسيس المدرسة الجمهورية الجامعة، وإنشاءُ جو مؤسساتي قائمٍ على توفير الفرص وتشجيع الابتكار والعمل لمصلحة الوطن ورفاهية المواطن، وجعلُ الطبقات الهشة من المجتمع في أولويات الأولويات، وتعزيزُ العلاقات الدولية بحكمة وحنكة، والضربُ بيد من حديد على كل من تخول له نفسه زعزعةَ أمن واستقرار البلاد داخليا وخارجيا، هو ما أوصلنا لهذه المرحلة السياسة المتقدمة، في خمس سنين فقط، شهدت ما شهدته من أوبئة وأزمات دولية، كانت ستقضي على البلاد، لولا حماية الله أولا، واستنفار كافة أجهزة الدولة، من أجل سلامة المواطنين ومصالحهم ثانيا.
فهنيئا للشعب الموريتاني على فوز كلمته في الانتخابات، وظهور زيف الادعاءات والمغالطات، والحمد لله على أن وهبنا حكامة رشيدة لتأمين مستقبل واعد.